عملیة الحوکمة هی کیفیة إدارة شؤون المجتمع من خلال ممارسة السلطة وصنع السیاسات وصنع القرار. فی هذه العملیة، یتم تشکیل مهام خاصة من أجل تلبیة احتیاجات النظام، والتی تضمن بقاء النظام. من المهم فی هذا الصدد تحدید مصادیق هذه المهام الخاصة، لأنه بناء علیها، سیتم إنشاء أدوار منفصلة فی کل مجتمع. ونظام القیم فی المجتمع هو الذی یحدد مصادیق الوظائف الخاصة للحوکمة. فی المجتمع الدینی، یتم تحدید هذه المصادیق بالاستنباط من النصوص الدینیة. والسؤال هو ما هی خصائص الحوکمة الرشیدة من منظور القرآن؟ تم الحصول علی الإجابة علی هذا السؤال باستخدام الخصائص العامة للحوکمة واستخدام طریقة التفسیر الموضوعی الاستنطاقی. تشیر نتائج البحث إلی أن الوظائف العامة للحکم مثل سیادة القانون والشفافیة والمساءلة والمشارکة والعدالة یمکن استنتاجها من القرآن الکریم. وبناء علی ذلک، فإن الفرق الرئیسی بین النموذج القرآنی للحوکمة الرشیدة والنماذج الشائعة للحکم یکمن فی الأهداف والغایات.